الفرق بين "الامازيغ "و "البربر"
الأمازيغ، أو "إيمازيغن"، هم السكان الأصليون لشمال إفريقيا، وتعود جذورهم إلى آلاف السنين قبل الميلاد. يستخدمون اسم "أمازيغ" للإشارة إلى أنفسهم، وهو مصطلح يحمل معنى "الحر" أو "النبيل" في لغتهم، ويمثل تعبيرًا عن الكرامة والانتماء العميق للأرض. هذا الاسم موثق في النقوش القديمة بحرف تيفيناغ، ويُعد جزءًا من الذاكرة الجماعية والثقافة الشفوية المكتوبة والشفهية على حد سواء. الأمازيغ طوروا لغات محلية متعددة، جميعها تنتمي إلى العائلة الأمازيغية، مع اختلافات لهجية غنية تعكس التنوع الجغرافي والثقافي في المنطقة.
في المقابل، فإن مصطلح "بربر" لا ينتمي إلى الأمازيغ، بل هو تسمية جاءت من الخارج، مصدرها الكلمة الإغريقية "بارباروس" التي كانت تُطلق على كل من لا يتحدث اللغة اليونانية، واستُخدمت لاحقًا في نصوص تاريخية لتوصيف شعوب شمال إفريقيا. هذا المصطلح غالبًا ما حمل دلالات سلبية، مثل الهمجية أو البدائية، واستُعمل بشكل أيديولوجي في فترات لاحقة من أجل نزع الطابع الحضاري عن هذه الشعوب، ووضعها في خانة الشعوب الخارجة عن "المركز". خلال المرحلة الحديثة، وخاصة في سياقات استعمارية، تم تعزيز هذه التسمية لترسيخ صورة نمطية عن سكان المنطقة وتصويرهم ككيانات منقسمة وغير متطورة.
اعتماد اسم "أمازيغ" اليوم لا يقتصر على مجرد اختيار لغوي، بل هو فعل ثقافي وسياسي يعكس وعيًا بالذات، ورفضًا للتصنيفات الخارجية التي حاولت تشويه التاريخ والهوية. لذلك، فإن الفرق بين "أمازيغ" و"بربر" ليس فقط في التسمية، بل في الخلفية التي تحيط بكل مصطلح: "أمازيغ" هو الاسم الأصيل الذي يعبر عن الاستمرارية والاعتزاز، بينما "بربر" هو مصطلح وافد محمّل بإرث من التنميط والتهميش.
تعليقات